اغلبنا بلا مبالغة مقصرين في أداء الصلوات في أوقاتها
سواء ذكور أو نساء
مراهقين أو شبابا أو كبار السن
وهنا الحديث عن التأخير في الزمن وليس عدم أدائها
و قلة منا هم من يملكون الأعذار الشرعية على هذا التأخير
أما من يتعذر بأعذار دنيوية
كـ النوم أو العمل أو الضيوف
فجميعها لا تغني ولا تسمن من جوع
هل في يوم تفكرنا
لماذا نحن مقصرين في أداء الصلوات في أوقاتها ؟
وما هي أعذارنا الشرعية على هذا التقصير ؟
وكيف نتمكن من أدائها في أوقاتها و الثبات على ذلك ؟
أحبائي
في هذا الطرح سأتحدث فيه
عن
الأسباب الدنيوية التي تعيقنا في أداء الصلاة بانتظام والحلول
و الحلول هي روشته بسيطة للغاية من محض التجربة
عسى أن تساعد بمشيئة الله على أداء الفروض بلا تأخير
ولكن قبل البدء في الحديث
يجب أن تكون النية حاضرة في قلوبكم وليس بألسنتكم
في تقبل الموضوع وتطبيقه
لضمان الاستمرارية ( بإذن الله )
في أداء الصلاة بانتظام
لماذا اقترنت النية بضمان الاستمرا
اراد احدنا القيام بعمل مشروع ما
فعليه المرور بثلاث مراحل
( المرحلة الأولى )
النية في العمل
وذلك بدراسته من جميع الجوانب
التكاليف , الأرباح , الإيرادات , المصروفات
لإنجاح هذا المشروع
( المرحلة الثانية )
التطبيق الفعلي
ففي هذه المرحلة ينشأ المشروع على ارض الواقع
و يصبح له صفة اعتبارية أمام الملأ
( المرحلة الثالثة )
جني النتائج
في هذه المرحلة تظهر أثار هذا المشروع
فان جنا لصاحبه الأرباح فقد سعد
وان حصل العكس فقد خسر
و الفشل هنا لا يعني النهاية
ولكنه بداية للتصحيح
فطالما النية موجودة فعملية
الإصلاح باقية ومستمرة
إن شاء الله
وهذا حقيقة أمرنا مع الصلاة
كيف يكون ذلك ؟
دعونا هنا نطبق ما ذكرناه سابقا
اسم المشروع
أداء الصلوات في أوقاتها
( المرحلة الأولى )
النية الصادقة بالقلب في الاستمرارية و المحافظة
على أداء الصلوات في أوقاتها وبلا تكاسل
ولنعي أن لهذا الأمر
تكاليف و مصروفات سنجني ثمارها
في النهاية إما ربحا أو خسارة
فالتكاليف هي جهدنا بالقيام بالصلاة
و المصروفات هي وقتنا الذي نقضيه فيها
( المرحلة الثانية )
البدء الفعلي في أداء الصلوات
ولو بشكل مفرد بالمنزل لبعض الصلوات
بشرط ألا يطول هذا الأمر كثيرا
ومن ثم أدائها مع الجماعة
( المرحلة الثالثة )
وهي أهم مرحلة
ونتائجها في علم الغيب
ولكن طالما صلحت نوايانا أثمر غرسنا
فربحنا
هو كسب رضا الله
وهو الطريق الممهد للجنة
بعد رحمته تعالى
و
خسارتنا
هي التكاسل في الاستمرارية
و الثبات على نفس النهج
ولكن طالما ان النية موجودة
فأمر الإصلاح و معاودة المحاولة للانتظام
في المحافظة على أداء الصلوات باقي ومستمر
إن شاء الله
الأسباب الدنيوية التي تعيقنا في أداء الصلاة
بانتظام والحلول المقترحة
(1)
زوال النية من القلب
الحل
استمرارية النية وتكرار المحاولات
(2)
السهر و عدم منح الجسم الراحة الكافية من النوم
وخصوصا قبل صلاة الفجر
والتي يتثاقل الأغلبية في أدائها في وقتها
الحل
النوم لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 7 ساعات
قبل موعد صلاة الفجر على الأقل
و وضع المنبه على موعد الأذان
و أدائها ولو بالمنزل في بادئ الأمر
ومن ثم أدائها مع الجماعة بالمسجد
ويا حبذا لو كان الذهاب للمسجد سيرا على الأقدام
فلا تحرم نفسك من هذه الأجواء الروحانية
(3)
القيلولة
هي العنصر الأساسي للسهر
فبالرغم من أنها غير محبذه في بعض الأوقات
إلا أن البعض يحلونها بدلا من نوم الليل
فتصبح هي الأساس ونوم الليل هو القيلولة
والقيلولة في الأساس
هي إراحة الجسم بعد مجهود النهار
و لوقت قصير لا يتجاوز الساعة تقريبا
( من وجهة نظري البسيطة )
وبسببها أحيانا نتساهل في أداء
الصلوات و بالأخص الفجر و العصر
ففي صلاة الفجر
وعند حلول وقت المنبه
نتكاسل ونحادث أنفسنا بالانتظار ولو خمس دقائق
ونبقى على هذا المنوال حتى انقضاء وقت الصلاة
أما في وقت صلاة العصر
فيكون الجسم بحاجة إلى هذه القيلولة
كونه آت بعد يوم شاق من الجهد
فيضجع الإنسان إلى فراشه
بالرغم من تبقي وقت قصير على موعد الصلاة
بحجة الراحة إلى وقت الأذان
وبطبيعة الحال لن يشعر بنفسه إلا بعد انقضاء الصلاة
هذا ما لم تنقضي الصلاة التالية لها ( المغرب )
وأنا على يقين
إن كانت هذه المدة هي المتبقية
لحاجة دنيوية فما أحلاها من لحظات
يتلاشى بسببها النوم
الحل
بمجرد حلول وقت المنبه القيام مباشرة
دون الداعي للقيلولة
وايضا
إن تبقى على وقت الصلاة زمن بسيط
فما المانع من أن نقضيه في أي أمر نافع و يرضي الله
كـ قراءة صفحة من القران الكريم
أو كتاب نافع
أو بأي طريقه كانت
فالأمور التي تساعد على انقضاء الوقت كثيرة
أما
من كان لديه متسع من الوقت قبل الصلاة
فلا ضير من أن يتمتع بالقيلولة
على أن تخلوا من محفزات النوم العميق
كتشغيل جهاز التكييف و إغلاق باب الغرفة و الاضاءات
لحظة تأمل
هل في لحظة ما
تفكرنا كم من الوقت سنقضيه في أداء الصلوات مجتمعة ؟
لا أظن أنها ستتجاوز الساعة
إن كان الواحد منا لا يحضر للصلاة إلا مع الإقامة
بالمسجد او أي مكان كان
أو
حتى الساعتين
إن كان من المواظبين على الحضور إلى المسجد مبكرا
علامة تعجب
معقولة هذه المدة البسيطة في اليوم
تدخلنا الجنة بعد مشيئة الله ورحمته
كم نحن بخلاء على أنفسنا
وعلى من حولنا بهذا الشرف
نعم
حتى من هم حولنا نحن بخلاء عليهم
بخلاء في تقديم النصيحة لهم لأداء الصلاة
كم شخص منا شاهد فئة يتجاهلون نداء الله
ولا يتفضل عليهم بالنصيحة
حتى لو لم يستمعوا للنصيحة
قم بواجبك تجاههم فعسى أن تكون سبب لهداية احدهم
اليوم ونحن على قيد الحياة
و أرواحنا لم تصعد إلى خالقها
فالفرصة موجودة امامنا
فلا نفوتها
خاتمة
طالما ظلت قلوبنا متعلقة بالدنيا وترفها وشهواتها
لن نتقدم خطوة واحدة للقضاء
على مشكلة التساهل في أداء الصلوات
أمنية أخيرة
أتمنى أن لا تبقى هذه النصيحة
في حدود جدران المنتدى
و أن تتعداها إلى قلوبكم و البدء في تطبيقها
ونشرها إن أثمرت نتائجها معكم
وأيضا
التشرف بمنحنا شي من تجاربكم
بخصوص الحلول المساعدة
في المحافظة على أداء الصلاة
( بإذن الله )
فـ بالصلاة
فعلا تصفى و تحلى حياتنا